مواجهة التَّحدِّيات أمرٌّ لا مفرَّ منه عندما يتعلَّقُ الأمر بعالم الأعمال والمؤسسات. فسماءُ تلكَ العَوالم مُغطَّاة بمجموعةٍ من التَّحدِّيات والعوائق التي ينبغي على قائدي دفَّة تلك المؤسَّسات مُعالجتها بالشَّكلِ الأمثل. يتطلَّب التعامل مع هذه التحديات التَّخطيط الاستراتيجي الواضح والدَّقيق والتَّنفيذ الفعَّال الذي يؤدِّي بالمُجمل؛ لضمان النَّجاح والاستمراريَّة بداخل تلك المؤسَّسة. أحد أهم التحدَّيَات التي تواجه المؤسَّسات هي الأزمات التي تُعيق طريق سعيها الحثيث نحو التَّقدُّم. يمكن أن تظهر الأزمات بشكل أو بآخر، لتشمل هذه الأشكال؛ الكوارث الطبيعيَّة، والمشاكل الماليَّة، والقضايا القانونيَّة، والأزمات الصحيَّة، والاحتجاجات العامَّة، وغيرها الكثير. لذلك، فإنَّ إدارة الأزمات المُناط للقائد وفريق الإدارة الإمساك بها وأخذها إلى برِّ الأمان، وتحسين الصُّورة الإعلامية للمؤسسة هنَّ عمليَّات أساسيَّة للتغلُّب على هذه التحدِّيات. وبلا شك لابدَّ لنا أن نعي ماهيَة الطَّريقة التي تُدار بها الأزمات وأهميَّتها؛ لتعزيز الصورة الإعلامية للمؤسَّسة.
مفهوم إدارة الأزمات يُعرَّف بعدَّة مُصطلحات، ولكن من بينها هو ما يعرف بأنَّ إدارة الأزمات هي عمليَّة استراتيجيَّة تهدف إلى التَّخطيط بعناية فائقة الدِّقَّة، وتنفيذ تدابير للتَّصدِّي بفعاليَّة عاليَة للأزمات التي قد تنشأ كزوبعة تقتلعُ مُكوِّنات أيَّ منظمة أو مؤسَّسة. الهدف الأساسي هو الاستجابة بسرعة، وكفاءة عاليَة للأزمة التي تواجهها. يتضمَّن هذا تحديد؛ وتقييم المخاطر المحتملة، وتطوير خطط شاملة لمُعالجة هذه التَّحدِّيات بصورةٍ مُباشرة.
تحظى إدارة الأزمات بأهمية كبيرة للمؤسَّسات لأسباب عديدة، ومن بينها؛ حماية سمعة المؤسسة؛ بحيثُ أنَّه يمكن للأزمات أن تتسبَّب في أضرار جَسيمة لسمعة المؤسَّسة. تساعد إدارة الأزمات الفعَّالة على حماية سمعة المؤسسة، والحفاظ على ثقة الجمهور بأفراد تلكَ المؤسَّسة. وأيضًا تكمن أهمية إدارة الأزمات في تقليل الآثار السلبيَّة للأزمات على المؤسَّسة نفسها، وبالتالي تقليل الأضرار المُحتملة النَّاجمة عن تلكَ الأزمات. وبلا شك أنَّ المؤسسة يمكنها بناء الثِّقة مع الجُمهور؛ من خلال إدارة الأزمات بفعاليَّة مع إظهار الصِّدق والشَّفافية، وبذلك ستُثبِّتُ نفسها ككيانات مَوثوقة مؤهَّلة للتَّعامل مع الأزمات بحنكة وحكمة. وأضيفُ عليها بعض النُّقاط الواضحة والتي ينبغي على كلِّ مؤسَّسة الانتباه لها، منها أنَّ إدارة الأزمات بفعاليَّة، بلا شك ستكون نتيجتها الحفاظ على مصداقيَّة المؤسَّسة وهو ما يعود عليها بالنَّفع من كلِّ الاتِّجاهات.
لتحسين الصورة الإعلاميَّة للمُؤسَّسات أو المُنظَّمات وإدارة الأزمات بفعالية تامَّة، لابدَّ وأن يكون هناك توافر للشفافيَّة مع الجمهور، من المهم أن تكون صادقة مع الجمهور بشأن الأزمة، وإظهار آليَّة التَّعامل معها بالشَّكل الأمثل. وأيضًا مناقشة المشاكل والإجراءات التي يتم اتخاذها لمعالجة الموقف علانيَة في وسائل التَّواصل الاجتماعي أو أيَّ وسيلةٍ أخرى؛ سيُعزِّز الثِّقة والمِصداقية لدى المؤسَّسة. عامل مُهم آخر وهو الاستجابة السَّريعة، وكما نقول دائمًا بأنَّ “الوقت هو الشيء الثَّمين الذي لا يمكن التَّغاضي عنه، عندما يتعلَّقُ الأمر بالتَّعامل مع الأزمات وإدارتها بالشَّكل الأمثل.” من الضَّرورة بمكان أن يكون للرَّدِّ السَّريع تواجد في الأزمات، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة اتِّخاذ القرار بسرعة، والتَّأكيد على أهميَّة دراسة فاعليَّة القرار من عدمها؛ لمنع تفاقم الأزمة. الاحترام والتعاون مفهومان يُغطِّيان سماءَ احتياجات الجمهور، ويكون ذلك من خلال النُّزول للمَيدان والاستماع إلى مخاوفهم وإظهار الاهتمام الحقيقي لردود أفعالهم، كلَّ ذلك يمكن أن يعزِّز العلاقات الإيجابيَّة بين المؤسَّسة والجُمهور. لربَّما يُعتبر أهمَّ مُكوِّن من مُكوِّنات نجاح المؤسَّسة، هو تدريب المُوظفين بشكل صحيح على كيفيَّة التَّعامل مع الأزمات، والاستعداد لها بالشَّكل الأمثل، والتَّأكد من أن جميع أعضاء الفريق على دراية جيِّدة بأدوارهم المُوكلةِ لهم، ومسؤوليَّاتهم في حالة حدوث أزمة.
إدارةُ الأزمات، وتَحسين الصُّورة الإعلاميَّة للمؤسَّسة هي عمليةَّ مستمرَّة، وأيضًا تتطلَّبُ التَّخطيط الاستراتيجي الدَّقيق والتَّنفيذ. يلعب مفهوم “إدارة الأزمات وتحسين الصورة الإعلاميَّة للمؤسَّسة” دورًا محوريًّا في نجاح واستمراريَّة أيَّ مُؤسَّسة كانت. من خلال إعطاء الأولويَّة للإدارة الجيِّدة لكلِّ ما يتَّصلُ بالإعلام، وأيضًا من خلال وجود ما يسمَّى بالشَّفافيَّة، والاستجابة السَّريعة؛ يمكن للمؤسَّسة تعزيز صورتها الإعلاميَّة، والتفوُّق في مجالها.
تعدُّ إدارة الأزمات جانبًا حيويًّا وضروريًّا من نجاح أيِّ مؤسَّسة. من خلال تبنِّي استراتيجيات فعَّالة في إدارة الأزمات، يمكن للمؤسَّسات تقليل تأثير تلك الأزمات، وحماية سمعتها بالشَّكل الأمثل. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ تعزيز الصَّورة الإعلامية للمؤسسة يبني الثقة مع الجمهور ويجعلُ الطَّريق مفروشًا بالوُرود؛ لنموِّ المؤسَّسة. من المؤكد أنَّ النَّهج الوقائي لإدارة الأزمات سيمكِّن المؤسَّسات من الازدهار حتى في حالة تعرُّضها لأزمات وتحدِّيات.